الرئيسية الأدلة النقلية والعقلية

الأدلة النقلية والعقلية

الأدلة النقلية والعقلية
أعني بذلك إثبات أن الله تعالى لا يشاركه في فعله أحد؛ فهو الخالق وحده، وهو المالك وحده، وهو الرازق وحده، وهو المدبر لكل شيء وحده، فبيانها فيما يلي: الأدلة النقلية: فأما دليل كونه الخالق: قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [لقمان: 25]، وقال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54]. فهذه الآيات تدل على أنه وحده الخالق المدبر. وأما الدليل على أنه المالك: فقوله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الشورى: 49]. وقال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22]. وأما دليل التدبير: فقوله تعالى: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ﴾ [السجدة: 5]. وقال تعالى: ﴿ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22]، ومعنى الظهير: النَّصير والمعين، فليس لله ظهيرٌ يُعِينه على تدبير كونه. وقال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴾ [الإسراء: 56]؛ وذلك لأنه لا يملك تدبير الأمور إلا الله سبحانه. وأما دليل الرزق: قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ [الملك: 21]، وقد جمعت آية سورة يونس هذه المعاني، وهي قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾ [يونس: 31]. الأدلة العقلية: قال ابن أبي العز رحمه الله: (والمشهور عند أهل النظر إثباته - أي: وحدانية الرب - بدليل التمانع، وهو: أنه لو كان للعالم صانعان، فعند اختلافهما، مثل أن يريد أحدهما تحريك جسم، والآخر تسكينه، أو يريد أحدهما إحياءَه، والآخر إماتته، فإما أن يحصل مرادهما، أو مراد أحدهما، أو لا يحصل مراد واحد منهما، والأول ممتنع؛ لأنه يستلزم الجمع بين الضدين، والثالث ممتنع؛ لأنه يلزم منه خلوُّ الجسم عن الحركة والسكون، وهو ممتنع، ويستلزم أيضًا عجز كل منهما، والعاجز لا يكون إلهًا، وإذا حصل مراد أحدهما دون الآخر، كان هذا هو الإلهَ القادر، والآخرُ عاجز لا يصلح للألوهية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.