طرق التدريس
ولا تمدنا أدبيات ما بعد الحداثة بأمثلة محددة يمكن أن تكون مكونات لنظرية
تدريس متماسكة، تربط بين النظرية والتطبيق. بل يرى بعض الباحثين أن التدريس من
المنظور مابعد الحداثي يحتاج إلى اعتقاد بأن التعلم يحدث في وسط ما يشبه الفوضى أو
اللانظام chaos ، حيث
يحتاج المعلم أن يتصور وينظم أوضاع التعلم على شكل تيار غير منتظم وغير مؤقت من
الاكتشافات والتناقضات وإعادة الاكتشاف والمساءلة . ويعزو بعض الباحثين ذلك إلى أن
ما بعد الحداثة لا تركز كثيرا على إيجاد الحلول بقدر ما تركز على البحث عن التعقيد
والاحتمالات الحاضرة في المشكلة .
ويرى بعض الباحثين أن بحوث المنهج من وجهة النظر ما بعد الحداثية ليس لها
تطبيقات مباشرة في المواد الدراسية أو الممارسات المدرسية، ويعلل هذا بأن ما بعد
الحداثة تساهم، بدلا من ذلك، في إصلاح المدرسة بإعادة تصور وفهم القضية من أساسها
وتمكين التربويين من تحدي القناعات والمسلمات واستشراف الإمكانات البديلة للتغيير،
والتطبيقات الصفية المباشرة تظهر من خلال السياقات الخاصة، بدلا من فرض مبادئ عامة .
ويؤكد بعض الباحثين أن الإرباك وإيجاد عدم سكون وتنظيم الذات هي خصائص طرق
التدريس ما بعد الحداثية، إذ وجود قدر كاف من الاختلال وعدم السكون يقود إلى تغيير
نظام القناعات والمسلمات .
فالتصور ما بعد الحداثي للتعلم مبني على الاعتقاد بأن كل فرد يصنع المعنى من
مصادر مختلفة، بدلا من استقبالها جاهزة من خبير . ولذلك فهناك تركيز تام في طرق
التدريس على الحوار والاستكشاف، مع التقليل من دور المعلم بوصفه مصدرا للمعلومات.
وبينما انتهجت بعض الاتجاهات التي لا تنتمي إلى تيار ما بعد الحداثة منهج
الاسكتشاف، فإن ما بعد الحداثة تنتهج هذا الأسلوب لا على أنه سبيل لاكتشاف الحقيقة
بل على أنه جواب مؤقت إلى حين يتم اكتشاف غيره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق