الرئيسية نظرية التعلم

نظرية التعلم


نظرية التعلم
نظرية التعلم

تتسق الرؤى ما بعد الحداثية للتعلم مع النظرة البنائية التي ترى أن المتعلم يبني المعرفة في ذهنه . تبنت ما بعد الحداثة ـ بشيء من التطرف أحيانا ـ النظرة البنائية الاجتماعية للتعلم ( social constructivism) التي تقول إن الطالب يقوم ببناء المعرفة داخل ذهنه، وهذا البناء يتم في سياق اجتماعي ليس له صفة الإطلاق.
وبالرغم من تبني ما بعد الحداثة للنظرية البنائية الاجتماعية والتأكيد على جانبها الفلسفي، فإن بعض الباحثين يؤكد على هذه النظرية إنما هي نظرية تعلم وليست نظرية في التدريس ، مما قاد إلى اختلاف كبير ـ وربما سوء فهم ـ في تطبيقات تلك النظرية في الصف الدراسي .
البنائية Constructivism
تعود أصول هذه النظرية إلى افكار كثير من التربويين وعلماء النفس، من أشهرهم: جون ديوي وبياجيه وفايجوتسكي وبرونر. ويرى برونر أن فرضية البنائية الأساسية هي أن المعرفة إنما تكون صوابا أو خطأ من المنظور الذي ننظر لها من خلاله. وهذا الحكم مهما اجتهدنا في التحقق منه لا يصل إلى درجة الحقيقة المطلقة أو الخطأ المطلق. فأفضل ما يمكن أن نحصل عليه، إذن، هو أن ندرك منظورنا ومنظور الآخرين عندما نحكم بالصواب أو بالخطأ .
كسبت البنائية مزيدا من الاهتمام في السنوات الأخيرة. فهي نظرية عن المعرفة والتعلم، إذا تقدم تصورا عن المعرفة وعن الطريقة التي يحدث بها العلم. وهي ترى أن المعرفة مؤقته (غير دائمة) نامية، وغير موضوعية وتبنى داخليا وتتأثر بالثقافة والمجتمع (Fosnot, p. ix).
في حين ترى المدرسة السلوكية أن المعرفة لها وجود حقيقي منفصل عن المتعلم وأن مهمة المعلم نقل هذه الحقائق إلى ذهن المتعلم، ترى البنائية أن الإنسان يبني كل المعارف داخل ذهنه، وليس هناك شيء منفصل عن المتعلم. فالتعلم يحدث عندما يقوم المتعلم ببناء آليات التعلم الخاصة به بالإضافة إلى نسخته الخاصة من المعارف، متأثرا في ذلك بخبراته ومهاراته وخلفيته الاجتماعية. (Roblyer, 1997, p. 56). )
ترى النظرية البنائية أن المتعلم يبني بنفسه فهمه الخاص عن العالم من حوله بدلا من أخذ هذا الفهم عن الآخرين. فالبنائية تضع المتعلم في مركز عملية التعلم. (Eggen & Kauchak, 1996)
تحاول الاستراتيجيات البنائية أن تفسر وتعالج النقص الذي في النظرية السلوكية ونظرية معالجة المعلومات. فيحاول البنائيون لفت نظر المتعلمين لرؤية العلاقة بين ما يدرسونه وبين حياتهم اليومية وتسهيل استخدام المهارات التي سبق تعلمها لتعلم مهارات ومعارف جديدة. Roblyer, 1997, p. 65
القضية الأساسية في البنائية هي أن المعرفة تبنى ولا تنقل، وأن المتعلم يبني المعرفة في ذهنه. وهذا ما يسمى بالبنائية المعرفية. وهناك فرع آخر يسمى البنائية الاجتماعية يؤكد على دور المجتمع وتفاعل الفرد معه على تكوين هذه المعرفة. " فالبنائية المعرفية تتفحص الطريقة التي يبني بها الفرد فهمه للأشياء من حوله من خلال عملية حل المشكلات. وفي المقابل تركز البنائية الاجتماعية على أثر السياق الاجتماعي على بناء المعرفة" Reynolds, et al, 1996 عن Jensen, 1998) . وهذا ما جعل التوجهات ما بعد الحداثية تتبنى هذه النظرية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.