الجينيالوجيا في الفلسفة
إنها تدرس تاريخ القيم ، إنه منهج يدرس تاريخ القيم ، يمعنى أن نيتشه استخدمه لينتقد التاريخ وقد قال " التايخ مجرد طفل لهو في الشاطئ"
وهذا هذا أنه هناك عبثية في الوجود إن أشياء الوجود تتلاشى فإلى اين تذهب ؟
كل شيء يتلاشى ويصير إلى العدم حتى فقدنا تقثنا في الوجود ، لقد صار الوجود عدم وهناك عبارة تأثر بها
بها وجعلها عنوانا لفلسفته قالها هيراقليطس" الوجود موت يتلاشى والموت وجود يزول.
إذن التاريخ ليست له غاية وليس له هدف إنه عبث في عبث وبالتالي لا معنى
لاي نظام إلاهي أو أخلاقي.
إن الجينيالوجيا هو آلية لتجديد الوعي الأوربي هذا الوعي الذي سقط في
الميتافيزيقا وفي خدمة الأنساق حسب نيتشه ، لهذا كان لا بد من هدم الأنساق ، نسق أفلاطون
ونسق هيجل ونسق كانط بالتالي ليست هناك أنساق في الفلسفة لأن الفلسفة حلقات ما إن يخرج
الفيلسوف في حلقة حتى يسقط في أخرى
وعلى الوعي أن يتحرر من هذه الأنسان وأن يتحرر من الميتافيزيقا فلا قيمة
لعدالة مطلقة أو خير مطلقة كما ادعى هيجل إن الفقيم الأخلاقية المطلقة لا قيمة لها.
وإن أخلاق الصدق والرحمة والرأفة ما هي إلا أخلاق الضعفاءK لهذا فإسقاطق لكل القيم الأخلاقية جعله
يعلن عن موت الإله.
قول إحدى التصورات: "لقد مات الإله" لا تعني أن نيتشه قد اعتقد
يومًا بوجود إله يومًا ما ثم مات هذا الإله، ما عناه نيتشه هنا أن الإله -بنظرة الأديان
له- لم يعد مصدرًا للإلهام والحكمة لبني الإنسان، "موت الإله" هي وسيلة للقول
بأن الإنسان لم يعد يستطيع الإيمان بالإله بعد الآن، "موت الإله" لا تعني
فقط رفض التصور المادي الغائي للكون، بل تؤدي أيضًا إلى نبذ القيم الأخلاقية بصفتها
المطلقة الملزمة لجميع الأفراد، وفقدان الغاية من القيم الأخلاقية يؤدي مباشرة إلى
العدمية، وهذا ما دفع نيتشه إلى البحث عن أسس أعمق للأخلاق حتى وصل إلى مبدأ
"إرادة القوة".
إرادة القوة هذه لا يمكن أن توجد إلا عند الإنسان الوحيد الإنسان الأعلى
كما سماه نيتشه ، ذلك
الإنسان الذي لا يؤمن إلا بأخلاق الأقوياء الكذب والنفاق التوحش و الاستغلال وسيادة
المادة.
هذا هو الإنسان القوي ، فهذا الإنسان الذي يتمتع بأخلاق الأقوياء هو من يصنع القيم وليس الله
أو أي نظام أخلاقي أو ديني آخر. فالإنسان الاعلى هو الإنسان القوي الذي أوجد نفسه بنفسه وصنه مبادئه من
ذاته وليس من الميتافيزيقا.
هذا هو الخط الذي سارت عليه الجينيالوجيا عند نيتشه. بحيث تبحث عن اصل القيم وكيف تشكلت ، وتبحث عن الحقيقة ، تلك الحقيقة التي لم
يعد العقل سيدها ، بل الأهواء والغرائز و الميولات، فكان على الحقيقة أن تتأمل ذاتها وتعيد النظر في
ذاتها من جديد بالطريقة التي تصبح فيها الغريزة سيدة الموقف وليس العقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق