الرئيسية استراتيجيات التواصل من منظور اللغة العربية ومن منظور الفلسفي مقدمة

استراتيجيات التواصل من منظور اللغة العربية ومن منظور الفلسفي مقدمة


استراتيجيات التواصل من منظور اللغة  العربية  ومن منظور الفلسفي


استراتيجيات التواصل من منظور اللغة  العربية  ومن منظور الفلسفي

 مقدمة
التواصل الاجتماعي هو مقياس لكيفية تضافر الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض. وعلى المستوى الفردي، يتضمن التواصل الاجتماعي نوعية وعدد العلاقات التي تربط الفرد بالآخرين في الدائرة الاجتماعية التي تشمل العائلة والأصدقاء والمعارف. وبعيدًا عن مفاهيم المستوى الفردي هذه، فإنه يتضمن علاقات تتخطى الدوائر الاجتماعية للفرد وحتى المجتمعات الأخرى. ويقدم هذا التواصل، الذي يمثل واحدًا من العديد من عوامل التماسك في المجتمع، مزايا لكل من الأفراد والمجتمع.
      I.            تعريف التواصل في اللغة العربية
1-الدلالة اللغوية
بعودتنا إلى اللغة العربية نجد أن مصطلح التواصل مشتق من المصدر الثلاثي وَصَلَ، ومن المعاني التي يذكرها ابن منظور في لسان العرب، نجد الوصْل وهو خلاف الفصل وضد الهجران، ثم الصلة، فنقول أن ليلة الوصل هي آخر ليلة في الشهر لاتصالها بالشهر الأخر، ثم اتصل الشيء بالشيء؛ أي لم ينقطع، ثم المواصلة والوصال وكلاهما يكون في العفاف والحب . وقد حاول الأستاذ جميل حمداوي استجماع هذه المعاني بقوله أن التواصل يفيد “الاتصال والصلة والترابط والالتئام والجمع والإبلاغ والانتهاء والإعلام، 
2-من الناحية الاصطلاحية
التواصل يدل على “عملية نقل المعلومات واستقبالها وتبادل الآراء والأفكار والقناعات والمشاعر بين الأفراد والجماعات وعبر الوسائط المتعددة”


استراتيجيات التواصل من منظور اللغة  العربية  ومن منظور الفلسفي

   II.            من منظور فلسفي
1)    التواصل لدى هابرماس
يحدد هابرماس الأفعال التواصلية على النحو التالي : " هي تلك الأفعال التي تكون فيها مستويات الفعل بالنسبة للفاعلين المنتمين الى العملية التواصلية غير مرتبطة  بحاجيات السياسة، بل مرتبطة بأفعال التفاهم ".
 و ل تفاهم بدون لغة؛ و هذا ما يبرر كلام المهتمين بها برماس عن المنعطف اللساني لديه، و الذي يشير إليه هو بنفسه. و هو ما دفعه الى  إدخال اللغة كعامل لفهم العلاقات التواصلية. فلتعزيز تصوره للفعل التواصلي من اجل فهم أفضل للعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ذهب إلى ان الفعل التواصلي يتميز عن غيره من الأفعال الأخرى بأنه لا يسعى للبحث عن الوسائل التي تمكنه من التأثير في الغير، بل يبحث عن كيفية التوصل الى تفاهم معه و توافق متبادل دونما اكراه او قسر كيفما كان نوعهما.
ادا كان التفاهم الغاية القصوى للفعل التواصلي، فانه لا يمكن تصوره بين الاطراف المتحاورة الا بشروط من اهمها عدم تأثير طرف على آخر لان دلك لو حصل يِؤدي حتما الى فشل التواصل يقول هابرماس :
" ان نشاط التفاهم المتبادل يخضع لشرط اساس به يحقق المعنيون مشروعا لا تفاقهم المشترك...فهم يسعون لتفادي خطرين : يتمثل اولهما في فشل التفاهم المتبادل و سوء الفهم؛ بينما يتمثل الثاني في فشل مشروع الفعل و الاخفاق التام. فتنحية الخطر الاول شرط لابد منه لتلافي الثاني"
شتان اذن ما بين الاتفاق الذي هو سليل التفاهم، و التأثير الدي هو سليل الاكراه و الضغط، يتسم فيه الفعل التواصلي بالهيمنة. فالتفاهم صنو و رديف للفعل التواصلي من حيث انه يهدف الى تحقيق الاتفاق؛ و هو ما يطلق عليه هابرماس ايضا اسم الاجماع، اذ في ظل غياب هذا الاخير بين اطراف الفعل التواصلي، يفشل هذا الاخير. ثمة اذن شروط حجاج و مناظرة بدونها لا يتحقق الاجماع العقلاني. ذلك ان الاستعمال اللغوي اذا كان يتضمن حججا مبنية، فانه سيؤدي حتما الى تحقيق اتفاق مشترك. لان الهدف بالنسبة لهابرماس من الدخول في تحاجج، هو التوصل الى تواصل كامل.
استراتيجيات التواصل من منظور اللغة  العربية  ومن منظور الفلسفي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.