الرئيسية أثر الإيمان في سلوك الإنسان

أثر الإيمان في سلوك الإنسان

أثر الإيمان في سلوك الإنسان
      I.            اثر الإيمان
إذا استقر الإيمان في قلب المؤمن ظهرت آثاره على تصرفاته تجاه خالقه
و نفسه و مجتمعه، لذلك تجده يتمتع بصفات من بينها:
1 - طهارة القلب:
حيث لا يحسد و لا يمقت أحدا و لا يقترف إثما و لا معصية،
و يتمتع بالحياء الذي يساعده على عفة اليد عن السرقة و عفة اللسان عن الكذب و عفة العين فلا ينظر إلى المحرمات... 
    2- حسن الخلق:
 فالمؤمن لا يسب و لا يشتم أحدا، و يحترم الناس في جميع أحواله، و قد سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال:" تقوى الله و حسن الخلق."
ان الايمان يؤثر على سلوك الناس بشكل ايجابي ، فجعله يتصف بصفات حميدة مثل: الحياء ، العفة ، حسن الخلق كما انه يبعد عنه الصفات الذميمة مثل: الحسد ا، اقتراف الاثم و المعصية ، السرقة ، الكذب ، النظر الى المحرمات ، التجسس على الناس، الغيبة ،النميمة ، السب و الشتم ، .. و غيرها .
    II.            أثر الإيمان في حياة الفرد والمجتمع
 - محتوى الإيمان :
حتوى الإيمان هو ما قاله عليه الصلاة والسلام في بيان الإيمان: {أَنْ ُتؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَ  كُتبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَ تؤْمِنَ بِالْقدَرِ َ خيْرِهِ وَ َ شرِّهِ}.
الإيمان بالله يجعل المؤمن يشعر بأن الله يراقبه في أفعاله، والإيمان بالملائكة يجعل المؤمن يستحي من معصية الله لعلمه أن الملائكة معه تحصي عليه أعماله، والإيمان بالكتب يجعل المؤمن يعتز بكلام الله ويتقرب إليه بتلاوته والعمل به، والإيمان بالرسل يجعل المؤمن يأنس بأخبارهم وسيرهم لاسيما سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم فيتخذهم أسوة وقدوة، والإيمان باليوم الآخر يُنمّي في نفس المؤمن حب الخير ليلقى ثوابه في الجّنة، والإيمان بالقدر يجعل نفس المؤمن ترضى وتصبر.
1.     أثر الإيمان في حياة الفرد :
إذا استقرّ الإيمان في قلب أحد أَثمَر صفاتٍ حميدة قلّ أن تجدها في غيره، ومن هذه الآثار:
لا- الإيمان وكرامة الإنسان: يقول تعالى: { وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا ﴿70﴾  }  سورة الإسراء  .
فالإنسان مخلوق كريمٌ عند الله، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض.. لذلك يعْتزّ المؤمن بانتسابه إلى الله تعالى، وارْتباطه بكلّ ما في الوُجود.
ثانيا- الإيمان والسعادة : إن فقدان السعادة من قلب المرء، يعني حلولَ القلق والاضطراب النفسي في شخصه، فيجتمع عليه : الهم والحزن والأرق والسّهر، التي تهدّ البدن وتضعفه. فالإنسان بغير إيمان مخلوق ضعيف، إذا أصابه شر جزع، قال تعالى: {  إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴿19﴾ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴿20﴾ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴿21﴾ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴿22﴾  ]. سورة المعارج
والسعادة إذن ليست في وفرة المال،  بل هي شيء معنوي لا يرى بالعين، ولا تحتويه الخزائن، ولا يشترى بالدينار. هي شيء يشعر به المؤمن بين جوانحه؛ صفاء نفس، وطمأنينة قلب، وانشراح صدر، وراحة ضمير.
ثالثا- الإيمان وحب الله : المؤمن بالله ربا أدرك سرّ الوجود، فأحبّ الله، لأنه رأى في الكون أثر الإبداع والإتقان، فأحبّه حبًا يفوق حبّ الإنسان لأبويه وأولاده، بل وحتى لنفسه، وأحب كل ما يجيء من قِبَله وكل ما يحبُّه سبحانه، أحب القرآن الذي أنزله ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وأحب  النبي  صلى الله عليه و سلم  الذي أرسله رحمة للعالمين، وأحبّ كل إنسان من أهل الخير والصلاح الذين يحبّهم ويحبّونه، وجعل دعاءه: "اللهمّ ارزقني حبّك وحبّ من يحبّك واجعل حبّك أحبّ إليَّ من الماء البارد".
ابعا- الإيمان والأمن النفسي : الإيمان هو التصديق المؤدي إلى الطمأنينة، ولأن العبدَ إذا آمن صار في أمان الله، قال تعالى أيضا: {  هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٤﴾ }  سورة الفتح
خامسا- الإيمان والثبات في الشدائد : بيّن الله سبحانه وتعالى أن الإيمان هو الذي يجعل الإنسان ثابتًا في وجه المشكلات.. لأنّ المؤمن لمّا تحلّ به نكبات أو مشكلات يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله "، ويردّد: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فإذا قلبه عامرٌ بالطمأنينة والسّكينة. لذلك فالمؤمنون هم أصبر الناس على البلاء، وأثبتهم في الشدائد، لأنهم عرفوا من ُلطف ربِّهم أن هذه الشدائد دروس قيّمة لهم، وتجارب نافعة لدينهم ودنياهم. والذين تخلو قلوبهم من الإيمان هم أشد الناس جزعًا، وأسرعهم انهيارًا أمام شدائد الحياة، وقد وصف القرآن هذا النموذج من الناس فقال : {  وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١١﴾}  سورة الحج.
لذلك فلا عجب أن نجد الانتحار أكثر ما يكون في البيئات التي ضعف التدين في أبنائها أو فقدوه.
2.     أثر الإيمان في حياة المجتمع:
مجتمع بلا إيمان مجتمعُ غابة، لأن الحياة فيه للأقوى لا للأفضل والأعلم، وهو مجتمع تافه، غايات أهله لا تتجاوز شهواتهم ، قال تعالى: {...... يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ﴿12﴾ } سورة محمد.
ومن هنا جاءت الحاجة الملحَّة للحديث عن الإيمان وآثاره في المجتمع، والتي منها:
  أولا: الإيمان والأخلاق: الدين والأخلاق عنصران متلازمان متماسكان، لذلك حدّد الرسول صلى الله عليه وسلم الغاية من رسالته بقوله: "إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق". فالأخلاق مرتبطة بالإيمان، وضعفها دليل على ضعف الإيمان،  كما في قوله  صلى الله عليه وسلم (( وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ))"  [رواه البخاري ]
 والبوائق هي الشرور مهما كانت، وغالبا ما تكون أخلاقية. كما أن أدنى شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق. وعليه فإن فلاح المؤمن مرتبط بدمج الجانب التعبدي مع الجانب الأخلاقي في الإسلام.
ثانيا: الإيمان والإنتاج: المؤمن يندفع إلى العمل بإيحاء ينبعث من داخله لا سوطًا يسوقه من الخارج، ذلك الباعث الذاتي هو الإيمان بالله، وبأن مهمته هي عمارة الأرض. فالمؤمن يوقن أن السعادة في الآخرة والنجاح في الدنيا موقوف على العمل، لأن الجنة ليست جزاء لأهل الفراغ والكسالى والبطالين، بل لأهل الجد والعمل والإتقان: { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿72﴾}  سورة الزخرف .
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿17﴾} سورة السجدة  .
ثالثا: الإيمان والإصلاح : إننا في عصر اضطربت فيه الآراء، واختلطت فيه الأهواء؛ ولا شك أن الذي يبعث على الإصلاح هو الإيمان بالله عز وّجل، فنحن نوقن أنه لا صلاح ولا إصلاح لأحوال الخلق أجمعين، إلا من منطلق الإيمان بخالق الخلق والعالِم بما يُصلح شؤونهم، { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿14﴾} سورة الملك.
ولو تأملنا آيات القرآن؛ لوجدناها تربط بين الإيمان والإصلاح، وتجعل الإيمان مقدمة له، وتجعله سابقًا عليه؛ لأنه لا يمكن أن يكون إصلاح بغير المُنطَلق الإيماني، قال تعالى: { يا بَني آدَمَ إِمّا يَأتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنكُم يَقُصّونَ عَلَيكُم آياتي فَمَنِ اتَّقى وَأَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴿٣٥﴾  } سورة الأعراف.

فلا ينبعث إلى الإصلاح إلا من اتقى الله، وعَمَر قلبه بخشيته وتقوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.