الضوء


الضوء

المصادر الضوئيّة الطبيعيّة:
تزوّدنا الطبيعة بكميّات وافرة من الضوء، فمن مصادر الضوء الطبيعيّة نذكر الشمس والقمر وكذلك وميض البرق. والشمس هي أقرب النجوم إلينا وهي كرة من الغازات المدوِّمة ترسل شواظها واندلاعاتها المتوهّجة عبر أرجاء الفضاء.
والنجوم الأخرى التي ترصع السماء في الليالي الصافية هي أيضا كرات من الغازات اللاهبة تبعث الحرارة والضوء، ولكنّها لبعدها السحيق تبدو فقط كنقط ضوئيّة متلألئة ترصع القبّة السماوية.
وفي الليالي الصافية المقمرة يزوّدنا البدر بنور يمكّننا من الرؤية بوضوح. والقمر غير منير بذاته فهو يعكس نور الشمس الواقع عليه نحو الأرض، فالشمس في الواقع هي المصدر الأساسي لنور القمر الطبيعي. لذا يعتبر القمر جسما مضاء منيرا ومثله بقيّة الأجسام العاتمة التي تتقبّل النور من مصدر طبيعي أو اصطناعي لتعكسه بدورها حتى تتم رؤية تلك الأجسام بوضوح. (طاولة، شجرة، حيوان).

والشمس هي أكبر مصدر ضوئي للأرض، وجميع الأشياء الموجودة على الأرض تعتمد على الطاقة الضوئيّة المستمدّة من الشمس.
2 – المصادر الاصطناعيّة:
أما مصادر الضوء التي هي من صنع الإنسان فمتعدّدة. وكان لهب الفتيلة أول هذه المصادر الاصطناعيّة، واليوم عمّ استخدام المصابيح الكهربائيّة العاديّة وأصبحت الإنارة الاصطناعيّة عنصرا أساسيّا في حضارة الإنسان المعاصر وطرق معيشه.
وهناك نوعان من مصادر الإنارة الاصطناعيّة :
النوع الأول: يعتمد تسخين جسم صلب أو سائل كما يحدث في المصابيح الكهربائيّة.
النوع الثاني: فهو يعتمد الفتيلة وسائلا يسخن مثل مصباح الزيت الروماني والشمعة والمصباح النفطي.                                                    
أما المكشاف فيعتمد الطاقة الكهربائيّة الكامنة ومصباحا كهربائيّا.

نظرية الرؤية عند  ابن هيثم
سادت نظريتان كبيرتان حول كيفية الرؤية في العصور القديمة. النظرية الأولى نظرية الانبعاثات، التي أيدها مفكرون مثل إقليدس وبطليموس، والتي تفترض أن الإبصار يتم اعتمادًا على أشعة الضوء المنبعثة من العين. أما النظرية الثانية نظرية الولوج التي أيدها أرسطو وأتباعه، والتي تفترض دخول الضوء للعين بصور فيزيائية. عارض ابن الهيثم كون عملية الرؤية تحدث عن طريق الأشعة المنبعثة من العين، أو دخول الضوء للعين من خلال صور فيزيائية، وعلل ذلك بأن الشعاع لا يمكن أن ينطلق من العينين ويصل إلى النجوم البعيدة في لحظة بمجرد أن نفتح أعيننا. كما عارض الاعتقاد السائد بأن العين قد تجرح إذا نظرنا إلى ضوء شديد السطوع، ووضع بدلاً من ذلك نظرية ناجحة للغاية تفسر عملية الرؤية بأنها تحدث نتيجة خروج أشعة الضوء إلى العين من كل نقطة في الكائن، وهو ما أثبته عن طريق التجارب. كما وحّد علم البصريات الهندسية مع فرضيات أرسطو الفيزيائية لتشكل أساس علم البصريات الفيزيائية الحديثة. أثبت ابن الهيثم أيضًا أن أشعة الضوء تسير في خطوط مستقيمة، كما نفذ تجارب مختلفة حول العدسات والمرايا والانكسار والانعكاس. وكان أيضًا أول من اختزل أشعة الضوء المنعكس والمنكسر في متجهين رأسي وأفقي، والذي كان بمثابة تطور أساسي في البصريات الهندسية، واقترح نموذج لانكسار الضوء يُفضى إلى استنتاج مماثل لما أفضى إليه قانون سنيل، لكن ابن الهيثم لم يطور نموذجه بما يكفي لتحقيق تلك النتيجة.

بالإضافة إلى فيزياء البصريات، أرسى كتاب المناظر أسس "علم نفس البصريات". وأسهم ابن الهيثم أيضًا في الطب وطب العيون والتشريح وعلم وظائف الأعضاء، وكانت له تعليقات على أعمال جالينوس. وصف ابن الهيثم عملية الإبصار وتكوين العين وتكوّن الصورة في العين ونظام الإبصار. كما عدل نظريات الرؤية المزدوجة وتوقع الحركة التي سبق وناقشها من قبل أرسطو وإقليدس وبطليموس.
كانت معظم إسهاماته التشريحية وصفًا تشريحيًا لوظيفة العين كنظام بصري. ووفرت له تجاربه بالكاميرا المظلمة المناخ المناسب له لتطوير نظريته في إسقاط النقطة المقابلة من الضوء من سطح جسم ليكوّن الصورة على الشاشة. وأحدثت مقارنته بين العين والكاميرا المظلمة توليفته بين علم التشريح وعلم البصريات، والتي شكلت أساس علم نفس البصريات، كما كان تصوره لمرور الضوء خلال الثقب في تجاربه بالكاميرا ذات الثقب، مشبّهًا انعكاس الصورة الناتج، بما يحدث في العين التي تمثّل فيها الحدقة ثقب الكاميرا.
أما فيما يتعلق بعملية تكوين الصور، فقد أخطأ بموافقته لفكرة ابن سينا بأن عدسة العين هي العضو المسئول عن الرؤية، لكن الصحيح أن شبكية العين تشارك في عملية الرؤية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.