الرئيسية تأثير الحروب على المجتمع والانسانية

تأثير الحروب على المجتمع والانسانية

تأثير الحروب على المجتمع والانسانية

تأثير الحروب على المجتمع والانسانية

دور الحروب وتأثيرها على ثقافة المجتمع
 تعاني المجتمعات البشرية اليوم الكثير من الأزمات هي بحاجة الى قدرات عالية قادرة على إحداث تغيير واسع، وأن تصنع المعجزات في واقع فاسد ضج بالظلم والإستبداد، وهذه القدرة لاتمثلها الدول العظمى التي تتحكم بمصائر البشرية اليوم! ذلك لأنها فشلت في بسط العدل والسلم في العالم وهي غير قادرة على إحداث أي نوع من التغيير الإيجابي مادامت تركن الى القوة والإستبداد وتعيش حالات من الهيمنة على مقدرات الشعوب.
دور الحروب وتأثيرها على ثقافة المجتمعإن مهمات التغيير في حياة البشرية لم تحدث إلاّ عندما بعث الله الأنبياء كمستخلفين في الأرض ليكونوا قادة ربانيين، ولقد تمكن هؤلاء القادة من إقامة العدل ونشرالسلام في كثير من مناطق العالم وفي عصور مختلفة، وأما في عصرنا الحاضر فإنَّ الحاجة الى مصلح كبير باتت ملحّة، وأن غياب مثل هذا القائد هو أحد أسباب الضعف الذي تمر به المجتمعات البشرية.
تأثير الحروب العالمية والدولية في حياة الشعوب
لقد أحدثت الحروب حالات كبيرة جداً من القتل والدمار وإشاعة الخوف والإضطرابات في مختلف أرجاء العالم، وساعد ذلك في نشوء تكتلات دينية وقومية وعرقية وسياسية مختلفة مما أشاع الإختلاف والتخندق داخل منظومات سيئة عملت على تهديد الأمن العالمي، بل وعبثت بحياة ومستقبل الكثير من شعوب ودول العالم.
 عوامل الفقر والجهل والمرض أحد أبرز نتائج الحروب
فالحروب عادة ماتتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات يتبعها نقصان في مصادر تمويل العائلة وزيادة نسب العوق لدى الأفراد كما تؤدي الى خسارة في فرص الحصول على العمل أو فقدانه أحياناً، عدا غياب حالة الأمن وإزدياد حالات المخاوف ونسب الجرائم.
كما أن تردي الحالة الإقتصادية للبلدان يقود الى ضعف في مستوى تقديم الخدمات ومنها الصحية ويصاحب ذلك قلة فرص العلاج ونقصان في توفير الأدوية ويؤدي بالتالي الى إنتشار الأمراض والأوبئة في المجتمع وازدياد نسب الوفيات وتفاقم حالات الأمراض المزمنة.
 التأثر النفسي للحرب
تجر الحروب عادة الدمار للإنسان من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ويتأثر الإنسان بها كثيراً فقد تشعره بالعجز وعدم القدرة على العمل.. وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية لديه تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله فيكون عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه متأثر بالعديد من الإحاطات التي تورثها كوارث الحروب.
وتسبب الحروب العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية على الأفراد، وقد تجر هذه الأمراض النفسية أمراض جسمية فتصيب شريحة كبيرة من الناس وهذا ما حدث في الكثير من المجتمعات ومنها أوربا أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، فزاد عدد المصابين بالاكتئاب والقلق وأمراض القلب والمعدة وغيرها.
وحصل ذلك أيضاً في مجتمعاتنا العربية، ففي لبنان مثلاً وبعد الحرب الأهلية انتشرت الأمراض السيكوسوماتية أو (النفسية الجسمية) فازدادت نسبة الإدمان على المخدرات، وبدأت العديد من المهن الجديدة بالتواجد، كما كثرت الخلافات الزوجية وارتفعت نسبة الطلاق، وازداد عدد حاملي السلاح، وكل هذا جاء نتيجة وجود القلق والذي يعاني منه 68% تقريباً، والمخاوف يُعاني منها 90%، والإرهاق والضغوط النفسية والتي يُعاني منها 80%، وكذلك الأرق ويُعاني منه 35%، وحالات الانهيار والاضطرابات الجسدية الوظيفية.
ومن الأمثلة على تأثيراته ما حدث للمشاركين الأمريكان أيام حرب فيتنام في السبعينات، حيث أن غالبية من اشتركوا في هذه الحروب من الجنود والمتطوعين وغيرهم أصيبوا بالعديد من الأمراض النفسية ولعل أهمها الهلوسات السمعية والبصرية، واضطرابات النوم والكلام، وأمراض المعدة.. وكل هذه الأمراض جاءت بعد أن شاهد هؤلاء المشتركون في المعارك حجم الدمار والضحايا والتعذيب الذي تعرض له بعضهم.

تأثير الحروب على المجتمع والانسانية

تردي الأخلاق بعد قيام الحروب
إن قيام الحروب الدولية يعمل على تردي الأمن ومستوى تقديم الخدمات الإجتماعية خصوصاً فيما يتعلق بمصادر المياه والطاقة (كالنفط والغاز والبنزين)، كما يؤدي الى ضعف حركة النقل والبيع والشراء والى إنهيار العمل التجاري بصورة عامة ويؤدي ذلك الى زيادة المشاكل النفسية والإجتماعية داخل الأسرة والمجتمع ويقود الى إرتكاب الجرائم المختلفة في أوساط النساء والأطفال والشيوخ وأوساط المراهقين.
إزياد إحتمالات نشوب الحروب بين الدول أوالجماعات.
إن ظاهرة الإنقلاب الحادث في السلوك والأخلاق وتبدل القيم والأعراف، وموت المعاني الجميلة وارتكاب الجرائم المختلفة ينذر بكوارث على مستوى السلوك والأخلاق وفي النهاية إزياد نسب إحتمال نشوب الحروب وقيام النزاعات.

وبالنتيجة فإن مايجري في هذا القرن وماجرى في القرون السابقة قد أخذ مساراً يخالف الفطرة وماأعتاد عليه الناس من الإلتزام بالفضائل، حيث أصبحت الفضائل سيئات والسيئات حسنات فلا المعروف بقي معروفاً ولا المنكر بقى منكراً واصبح الكل بحاجة الى مصلح ينقذ البشرية من الظلم والفساد ويعمل على إنهاء كافة مظاهر الإنحراف من أجل تحقيق السلم والعدل والسعادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.