طرد الله لسيدنا آدم وحواء -عليهما السلام-
من الجنة
عندما طردَ الله تعالى إبليس من الجنَّة، توعَّد إبليس أن يُضِلَّ البشر
جحودًا وعصيانًا لأوامر الله تعالى، لذلك حذَّر الله تعالى آدمَ وحواءَ من إغواءِ إبليس
اللعين، قال تعالى: “فقُلنا يا آدمُ إنَّ هذَا عدوٌ لكَ ولِزوجكَ فلا يخرجنَّكمَا منَ
الجنَّة فتشقَى” 18). ثمَّ نهاهما عن الأكل من الشجرة كاختبارٍ لهما من الله تعالى،
قال تعالى: “ولا تَقرَبا هذهِ الشجرةَ فتكونَا مِن الظَّالمين” 19)، والنهي عن الاقتراب
من الشجرةِ مبالغةٌ في التحريم لكنَّ إبليسَ اللعين كان لهما بالمرصادِ يريدُ أن يغويَهما
حتَّى يُطردَا من الجنَّةِ كما طُردَ منها، فظلَّ يوسوسُ لهما حتَّى استجابا لإغوائه
وأكلا من تلكَ الشجرةِ بعد أنْ نهاهُمَا اللهُ عنها، قال تعالى: “فوَسوسَ إليهِ الشيطانُ
قالَ يا آدمُ هل أدلَّكَ على شجرةِ الخلدِ ومُلكٍ لا يَبلى * فأكلَا منهَا فبدَتْ لهمَا
سوآتُهما وطفِقَا يخصِفانِ عليهمَا من وَرقِ الجنَّة وعصَى آدمُ ربَّه فغوَى” 20).
فوجَّه الله تعالى عتابًا قاسيًا لهما على عصيانهما
له تعالى ثمَّ تابَ عليهِما بعد ذلك إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم، قال تعالى: “فتلقَّى
آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليهِ إنَّه هو التَّوابُ الرحيمُ”21). لكن في النهاية
جاء الأمر الإلهيُّ بإخراج آدم وحواء من الجنَّة وهبوطهما إلى الأرض وتحقيق الوعد الإلهي
باستخلافِ الإنسان على هذه الأرض، قال تعالى: “قالَ اهبطَا منهَا جميعًا بعضُكم لبعضٍ
عدوٌّ فإمَّا يأتينَّكم منِّي هدىً فمَن اتَّبعَ هدايَ فلا يضِلُّ ولا يشقَى”22)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق