أصول النظام الاجتماعي في الإسلام
إنه للإمام محمد الطاهر بن عاشور- رحمه
الله- العالم الشجاع في وجه الطغيان والاستبداد، عالم تونس الذي حمل راية الإصلاح،
كرّس عمره الذي بلغ التسعين في خدمة العلم والإصلاح، عالماً مصلحاً مجدداً، كان
تزيّنه أخلاق رضية وتواضع جم اشتهر بالصبر وعلو الهمة، والاعتزاز بالنفس عفيف
القلم حلو المحاضرة طيب المعاشرة، وهبه الله متانة في العلم وسعة الثقافة وعمق
النظر.
"إن أثر الدين الصحيح هو إصلاح القوم الذين خوطبوا به، وانتشالهم من حضيض
الانحطاط إلى أوج السمو على نحو مراد الله من الدين ومن الأمة المخاطبة به، ولما
كانت دعوة الإسلام تخالف ما سبقها مخالفة بينة من جهة كونها ديناً عاماً، ومن جهة
اتساع أصول الدعوة، ومن جهة امتزاج الدين فيها مع الشريعة، فقد ضبط للأمة أحوال
نظامها الاجتماعي في تصاريف الحياة كلها تكملة للنظام الديني الذي هيأ أفراد الناس
للاتحاد والمعاشرة، ثم ألزم متبعي عقيدته ما خطط لهم من قوانين المعاملات، فجاء
هذا الكتاب ليرصد من كتب السنة والسيرة النبوية وكتب الأخبار الصحيحة أخلاق أفاضل
المعلمين ومحاسن هذا الدين ومجتمعه بقوانينه وأسسه التي ثبتها المولى عز وجل في
تشريعه ودينه".
تناول الإمام -رحمه الله- المميز القيم
"أصول النظام الاجتماعي في الإسلام:-
*أصول إصلاح الفرد.. قال
الحكيم: "الإنسان عقل تخدمه أعضاء.. فإصلاح المخدوم هو ملاك إصلاح خادمه".
*الإصلاح الاجتماعي..
"إن الإسلام داعٍ إلى إصلاح البشر من جميع نواحي حياتهم، وإن بإصلاح البشر
يستقل إصلاح نظام العالم".
*مكارم الأخلاق..
"ملاك مكارم الأخلاق هو تزكية النفس..".
* ما على ولاة الأمور.. "وأعمدة هذا الفن هي:المساواة، والحرية، وضبط
الحقوق، والعدل، ونظام أموال الأمة، والدفاع عن الحوزة، وإقامة الحكومة، والسياسة،
والاعتدال والسماحة، وترقية مدارك الأمة رجالاً ونساءً، وصيانة نشئها من النقائص،
وسياسة الأمم الأخرى، والتسامح، والوفاء بالعهد، ونشر مزايا الإسلام وحقائقه ورجاء
تعميمه في البشر".
"آخر الكلام":
"فالحرية حلية الإنسان وزينة المدنية، فيها تنمى القوى وتنطلق المواهب، وبصوبها
تنبت فضائل الصدق والشجاعة والنصيحة بصراحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وتتلاقح الأفكار وتُورق أفنانُ العلوم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق