الأمل والصحة النفسية
الأمل والصحة النفسية |
I. مفهوم الصحة النفسية
*-الصحة النفسية
تعني التوافق الاجتماعي و التوافق الذاتي والشعور بالرضا والسعادة والحيوية
والاستقرار بالاْضافه إلى الانتاج الملائم في حدود إمكانية الإنسان وطاقاته وليس
مجرد الخلو من الأمراض خلو الانسان من اعراض المرض النفسي بفضل تحقيق التوازن بين
الذات و البيئة من خلال القدرة على حل المشاكل و الاسهام في تنمية المحيط و
النتيحة هي الاحساس بالسعادة و حتى لا تختل الصحة النفسية لابد من مراعاة التوازن
بين الحاجيات المادية و المتطلبات الروحية و ان طغيان الجانب المادي يسبب الامراض
النفسية مثل القلق و الخوف و الاكتئاب و الوسواس القهري و الانانية و التكبر و
الانفصام .
*-الصحة النفسية
حالة من الإتزان النفسي الناتج عن الثبات الإنفعالي. وتتجلى الصحة النفسية في
الشعور بالطمأنينة والأمان، والرضى عن الذات والقدرة على التفاعل الإجتماعي،
والتكيف مع الواقع وحل مشكلاته.
1)
مراتب الصحة النفسية:
ترتبط الصحة
النفسية بمدى قدرة الإنسان على معرفة نفسه والوعي بنوازعها والسيطرة على ميولاتها.
وبحسب ذلك يرتقي في مراتب الصحة النفسية.
أ- مرتبة السلامة النفسية:
وهي مرتبة
النفس المتوازنة، والضمير المتيقظ. وتنتج عن رؤية واضحة للوجود والحياة، صادرة عن
الإيمان بالله، وطاعته ،والتقة في عدله وحكمته. وتتحقق هذه المرتبة برياضة للنفس
علي الخير والصلاح.
ب-
الكمال
أنفسي:
وهي مرتبة الرضي والاطمئنان والسعادة، التي
تبلغها النفس عندما تنطبع على الخير والاستقامة
II.
مظاهر الصحة النفسية السليمة
الأمن والاطمئنان تقدير الذات الأستفاده من
الخبرة وجود هدف في الحياة وجود رغبات والسيطرة عليها الاتزان الانفعالي
1. الدين والصحة النفسية
إن التمسك بمنهج الإسلام يساعد على تنمية بعض
الصفات التي تمثل أركان الصحة النفسية والتي تبنى شخصية المسلم وتجعله قادرا على
مواجهة كافة الاحتمالات وبذلك تقل نسبة الإصابة بالأعراض النفسية ومن أهم هذه
الصفات
قوة الصلة بالله : وهي أمر أساسي في بناء المسلم
في المراحل الأولى من عمره حتى تكون حياته خالية من القلق والمشاكل النفسية بشكل
عام وتتم تقوية الصلة بالله بتنفيذ ما جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد
الله بن عباسيا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك، إذا
سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن
ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). رواه الترمذي
وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي زيادة (احفظ الله تجده أمامك، تعرف على
الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن
ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
-
2التوازن الإيمان
بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات والاتزان ويقي المسلم من
عوامل القلق والخوف والاضطراب.... قال تعالى {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ
اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم وقال تعالى
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا
إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (4) سورة الفتح
ا الصبر
يربي الإسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء
عندما يتذكر قوله تعالى: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين
صدقوا وألئك هم المتقون وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن
أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن
أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
3 - المرونة في مواجهة الواقع
وهي من أهم ما يحصن الإنسان من القلق أو
الاضطراب حين يتدبر قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا
شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
4- التفاؤل وعدم
اليأس
فالمؤمن متفائل لا يتطرق اليأس إلى نفسه فقد قال
تعالى: ({ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ
اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف ويطمئن الله المؤمنين
بأنه دائما معهم، إذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم إذا دعوه قال تعالى: {وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
(186) سورة البقرة وهذا قمة الأمن النفسي للإنسان.
-
5 توافق المسلم
مع نفسه
حيث انفرد الإسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم وهذه
السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماعي الذي تقرره النظم الوضعية وبذلك
يبدأ المسلم حياته العملية وهو يحمل رصيدا مناسبا من الأسس النفسية السليمة التي
تمكنه من التحكم والسيطرة على نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه
بفضل الإيمان والتربية الدينية الصحيحة توافق المسلم مع الآخرين الحياة بين
المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى، والتسامح هو الطريق الذي يزيد المودة بينهم
ويبعد البغضاء، وكظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى الله وقوة التوازن
النفسي لقوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }سورة فصلت أن الإنسان المؤمن بالله
يشعر بمراقبة الله التي تدفعه إلى فعل الصالحات و تجنب المفاسد و يسعى إلى نفع إخوانه
مما يحقق له الطمأنينة و الراحة النفسية بتكريم الله له و قيمة تكليفه له و خضوعه
لحكمته تعالى و الإحساس بمساندته تبعد عن هذا الإنسان الوساوس و الشكوك حول المصير
و الوجود فتطمئن نفسه و تتزن شخصيته و يتمتع بصحة نفسية كما أن عبادة الله تجعل
حياة الإنسان ذات قيمة و انه لم يخلق عبثا فيحس بقيمته و قيمة ما يقوم به من إعمال
صالحة و هذا يحقق له التوازن الذاتي و خاصة الصلاة تقوي صلة المرء بخالقه و تطهر
نفسه و تكسبه القيم التي تساعده على التوافق مع محيطه ,و قد أكد الطب النفسي ان
الشيوخ الذين يؤدون الصلاة في أماكن العبادة بانتظام أطول عمرا و أكثر صحة من أمثالهم
الذين لا يقومون بذلك.و الإنسان كلما اقترب من الله أحس بالراحة و الطمأنينة و
كلما ابتعد عنه أحس بالخوف و التعاسة و القلق و الاضطراب
III- الإيمان والصحة النفسية:
III- الإيمان والصحة النفسية:
تظهر علاقة الإيمان بالصحة النفسية في المواضع الآتية:
أ- الإيمان بالآخرة والشعور بطمأنينة الخلود:
يسلم المؤمن بعقيدة تبشره بحياة يتحقق له فيها الخلود والكمال والسعادة
الأبدية. ويعلم بأن الدنيا مجرد معبر إلى الآخرة والموت رحلة انتقال إليها مما
يخلصه من مشاعر القلق والخوف، التي تعكر صفو الحياة.
ب-الشعور
بالكرامة:
وهو ناشئ عن التكريم الإلاهي للإنسان ورٍٍَفع شأنه بواسطة التكليف. وينشأ
عن هذا تقدير الإنسان لنفسه ولدوره في الحياة، مما يحميه من مشاعر اليأس والعبثية،
ويدفعه إ لى بناء مواقفه اتجاه الغير،على أساس مبدئ احترام البشربغض النظر عن
اللون أو الجنس أو المركز الإجتماعي.
ج-
الشعوربالمساندة الإلاهية:
تعتبر الإستعانة بالله من مقومات توحيده. وهي التي نشعربقرب الله
وتنيل لطفه وتأييده. والتوكل على الله والرجوع إليه يفيض على النفس
السكينة، و يزودها بالأمل، فينتفي عنها بذلك اليأس والقنوط والهم
والغم.
د- سكينة
العبودية:
العبودية هي الخضوع لأمر الله الشرعي والرضى بأمره الكوني. وهي
سبيل السعادة. والتمرد على أمر الله هوسبيل الشقاء والهلاك.
IV- وسائل اكتساب الصحة النفسية:
أ- الفهم الصحيح للوجود والمصير:
من الأسئلة الوجودية ما يحير الإنسان، ولا يسعف العقل في الإجابة
عليه . منها ما يتعلق بالغاية من وجود الإنسان
وجدوى الحياة ومغزاها، وماهية الإنسان، و حقيقة الموت . إجابات هذه الأسئلة
يحفل بها القرآن وتشغل حيزا كبيرا منه؛ والإلمام بها يعطي للحياة معناها الصحيح.
ب-
ربط الصلة
بالله:
عن طريق أداء العبادات الشرعية الواجبة والتقرب إلى الله بنوافل الخيرات،
من صلاة وذكر وصدقة وصوم وبر و إحسان.
ت-
التقوى:
أي الإستقامة على منهج الله في النوايا والأقوال والأفعال للظفر بالحياة
الطيبة في الدنيا، والإستعداد للقاء الله تعالى في الآخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق