لماذا خلق
الله الإنسان في الأرض
لماذا خلق
الله الإنسان في الأرض
|
-مقدمة
لقد خلق الله الإنسان من أجل العبادة والسجود والتسبيح والحمد والتقديس له: وهو من أحد الاسباب الرئيسية في
خلق الإنسان، وآيات كثيرة حول تسبيح ما في السموات والأرض لله وحده، (يسبح لله ما في
السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم) الجمعة،
و خلق الله الإنسان لكي يؤمن به إيمانًا مطلقًا وأن لا يُشرك به شيئًا: قال
تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا) النساء، 136
وأيضا خلق الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض بعد الجن، وأن يعمروا الأرض ويقيموا
العدالة فيها:وقد يكون من أحد الأسباب المهمة أيضًا في خلق الكانسان، قال الله تعالى
(وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة) البقرة، 30
وقد خلقه الله الإنسان لأجل تجلى صفات وأسماء الله الحسنى، وتكاثر النسل البشري
على الأرض:توحيد صفات الله وتجليه على الإنسان، يجعله أن يكون لائقًا لهذه الصفات،
وأن لا يتبع الصفات الشيطانية التي ابتلا الله العباد بها.
وقد خلق الله الإنسان لأجل الفلاح من الابتلاءات، وأن يعرفوا الجنة ونعيمها،
ليست بسلعة رخيصة: قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه، 124
وقد خلق الله الإنسان لأجل معرفة العبد عن سبب خلقه ووظائفه وواجباته تجاه الخالق:
لقد رأينا اختلاف العلماء حول الغرض الأسمى والرئيسي من خلق البشر في هذا الكون
-مؤهلات الخلافة للانسان الخليفة :
ما كان الله ليستخلف الإنسان ويقيمه مقامه في عمل ناءت بحمله الجبال والسماوات والأرض، إلا لما زوّد به هذا الإنسان من خصائص ومميّزات رفعته عن مستوى يكون فيه "مجرّد مسرح للإبداع" إلى مستوى يجعله "منتِجا للإبداع"، ومن "مَظهَر لدقيق الصنع" إلى "مُظهِر لدقيق الصنع"، تجلّت في عقل "مطلق الإدراك" عبر رحلة التجدد الدائمة، وفي إرادة مطلقة التصرّف من خلال حتميات طبيعية راسخة، وفي "عمل" مطلق الإمكان متراكم الثمرات بمرور الزمان، وفي مقومات متنوعة هي جسور بين الإنسان ومحيطه، تتشكل مع الأيام أشكالا كثيرة، فكل حي من الأحياء المحسوسة والغيبية له استعداد محدود، وعلم إلهامي محدود، وعمل محدود، وما كان كذلك لا يصلح أن يكون خليفة عن الذي لا حد لعلمه و إرادته… وأما الإنسان، فقد خلقه الله ضعيفا، ولكنه مع ضعفه يتصرف في الأقوياء، ومع جهله في نشأته يعلم جميع الأسماء، فالإنسان بهذه القوة غير محدود الاستعداد و لا الرغائب، ولا محدود العلم ولا محدود العمل
ما كان الله ليستخلف الإنسان ويقيمه مقامه في عمل ناءت بحمله الجبال والسماوات والأرض، إلا لما زوّد به هذا الإنسان من خصائص ومميّزات رفعته عن مستوى يكون فيه "مجرّد مسرح للإبداع" إلى مستوى يجعله "منتِجا للإبداع"، ومن "مَظهَر لدقيق الصنع" إلى "مُظهِر لدقيق الصنع"، تجلّت في عقل "مطلق الإدراك" عبر رحلة التجدد الدائمة، وفي إرادة مطلقة التصرّف من خلال حتميات طبيعية راسخة، وفي "عمل" مطلق الإمكان متراكم الثمرات بمرور الزمان، وفي مقومات متنوعة هي جسور بين الإنسان ومحيطه، تتشكل مع الأيام أشكالا كثيرة، فكل حي من الأحياء المحسوسة والغيبية له استعداد محدود، وعلم إلهامي محدود، وعمل محدود، وما كان كذلك لا يصلح أن يكون خليفة عن الذي لا حد لعلمه و إرادته… وأما الإنسان، فقد خلقه الله ضعيفا، ولكنه مع ضعفه يتصرف في الأقوياء، ومع جهله في نشأته يعلم جميع الأسماء، فالإنسان بهذه القوة غير محدود الاستعداد و لا الرغائب، ولا محدود العلم ولا محدود العمل
أهداف الخلافة بين الإسلام
والجاهليّة:
حينما وضع الإسلامُ مبدأ خلافة الإنسان على الأرض لم
يضعها مجرّدة من أهدافها الصالحة، بل وضع تصوّراً وقيماً لهذه الأهداف، بحيث أدّت
إلى انقلاب عظيم على التصوّرات والمفاهيم حول ملكيّة الإنسان للثروة في عصر
الجاهليّة، الأمر الّذي ترتّب عليه انقلاب شامل لكلّ الوسائل والأساليب في تملّك
الثروة والسيطرة عليها فضلاً عن استثمارها وتنميتها.
وبعبارة أخرى: إنّ المجتمعات الجاهليّة لا تنظر إلى
الحياة إلّا من خلال شوطها القصير الّذي ينتهي بالموت، ولا تُدرك ذاتَها ومتَعَها
إلّا من خلال إشباع ما لدى الإنسان من غرائز وشهوات، وهي على هذا الأساس تجد في
المال بوصفه مالاً، وفي تجميعه وادّخاره والتنافس فيه الهدف الطبيعيّ الّذي يضمن
للإنسان القدرة على امتصاص أكبر قدر ممكن من إمكانات الحياة المادّيّة والخلود
(النسبيّ) فيها.
-تجليات الخلافة:
إن من أظهر ما يميز الإنسان عن الحيوان- رغم اتفاقهما في أكثر"الدوافع"- طرق "الاستجابة" لهذه الدوافع، إذ هي تختص عند الإنسان بأمور منها:
أ- تعدد الطرائق
إن من أظهر ما يميز الإنسان عن الحيوان- رغم اتفاقهما في أكثر"الدوافع"- طرق "الاستجابة" لهذه الدوافع، إذ هي تختص عند الإنسان بأمور منها:
أ- تعدد الطرائق
فالإنسان لا يتخذ في تحقيق مبتغاه سلوكا واحدا، وإنما يختلف هذا السلوك من فرد
إلى فرد، كما يختلف بالنسبة للفرد الواحد من حالة إلى حالة.
ب- التصنيع
ب- التصنيع
فالإنسان لا يأخذ الأمور على حالتها الخام، وإنما يغيرها من فترة إلى فترة،
ومن مكان إلى مكان.
واقتصرت على هذين الخاصيتين لما توحيان به من ضرورة تغير واقع الإنسان، مادام" يعدد طرائق "استجابته" ومادام "يُصنّع" و"يُغيّر" الأمور من حالتها الخام، وهذه الأفعال هي بعض تجليات "الإنسان الخليفة". "فقد ظهرت آثار الإنسان في هذه الخلافة على الأرض، ونحن نشاهد عجائب صنعه في المعدن والنبات، وفي البر والبحر والهواء، فهو يتقن ويبدع ويكتشف ويخترع ويجد ويعمل، حتى غير شكل الأرض. فجعل الحزن سهلا، والساحل خصبا، والخراب عمرانا، والبراري بحارا وخلجانا، وولد بالتلقيح أزواجا من النبات لم تكن، وقد تصرف في أبناء جنسه من أنواع الحيوان كما يشاء بضروب التربية… أليس من حكمة الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى أن جعل الإنسان بهذه المواهب خليفته في الأرض: يقيم سننه، ويظهر عجائب صنعه…
واقتصرت على هذين الخاصيتين لما توحيان به من ضرورة تغير واقع الإنسان، مادام" يعدد طرائق "استجابته" ومادام "يُصنّع" و"يُغيّر" الأمور من حالتها الخام، وهذه الأفعال هي بعض تجليات "الإنسان الخليفة". "فقد ظهرت آثار الإنسان في هذه الخلافة على الأرض، ونحن نشاهد عجائب صنعه في المعدن والنبات، وفي البر والبحر والهواء، فهو يتقن ويبدع ويكتشف ويخترع ويجد ويعمل، حتى غير شكل الأرض. فجعل الحزن سهلا، والساحل خصبا، والخراب عمرانا، والبراري بحارا وخلجانا، وولد بالتلقيح أزواجا من النبات لم تكن، وقد تصرف في أبناء جنسه من أنواع الحيوان كما يشاء بضروب التربية… أليس من حكمة الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى أن جعل الإنسان بهذه المواهب خليفته في الأرض: يقيم سننه، ويظهر عجائب صنعه…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق