الرئيسية جامع محمد باي

جامع محمد باي

جامع محمد باي


تعريف محمد باي

محمد باي المرادي، توفي في 14 أكتوبر 1696، هو باي تونس الخامس من 1686 إلى وفاته. ينتمي للعائلة المرادية.
هو الإبن الأكبر لمراد باي الثاني وحفيد يوسف داي من أمه. لم يصل للحكم إلا بعد كفاح طويل، في بعض الأحيان ضد أخيه علي باي المرادي، وفي أحيان أخرى ضد عمه محمد الحفصي المرادي ومرات ضد الداي محمد تتار، الذي وضع من قبل داي الجزائر الحاج شعبان، بعد الهجوم على تونس من قبل الجيش العثماني الجزائري في 12 نوفمبر 1694

محمد باي
.
على الرغم من الاضطرابات التي سميت ثورات مدينة تونس، استطاع محمد باي المرادي إنشأ عدة مباني وآثار منها جامع محمد باي وجامع سيدي محرز على نموذج المساجد الحنفية في إسطنبول مع قبة كبيرة في مركز الجامع. كذلك أنشأ سوق خاص بالشاشية، مركز اقتصاد مدينة تونس أنذاك  والباقي حتى الأن. يضاف إلى كل هذا العديد من دور العبادة والتعليم والمدارس داخل البلاد في قابس وقفصة والكاف وتوزر وباجة، منها جامع الباي في القيروان. أخيرا أسس في 1690، جسر وسد طبربة على وادي مجردة.
توفي في 14 أكتوبر 1696، ودفن في ضريح جده حمودة باشا المرادي. ترك إبنين لا يستطيعا الحكم لصغر سنهما، مراد وحسن، لذلك تولى الحكم بعده أخاه رمضان باي المرادي.


جامع محمد باي المرادي
بالرغم من إطلاق العامة على هذا الجامع اسم »جامع سيدي محرز«، فهو لا ينتمي بأيّ صلة إلى هذا الولي. فقد أسسه محمد باي المرادي في نهاية القرن 17 م، وأطلق عليه اسم »جامع سيدي محرز« لوقوعه أمام زاوية الولي
وأهمية هذا الجامع متأتية من أنه انفرد بالنمط المتأثر بالجوامع التركية، وهو ما لا نجده إلا في عدد قليل جداً من الجوامع بالبلاد العربية. وبالرغم من هذا، فإن جامع محمد باي، في شكله العام وفي نواحيه الفنية، يختلف في العديد من النقاط عن الجوامع التركية عكس جامع محمد علي بقلعة صلاح الدين المعتبر الجامع الوحيد في البلاد العربية الذي يشكل نسخة مطابقة للأصل لجوامع إسطنبول، كجامع السليمانية وبايازيت وغيرها، المتأثرة مباشرة بآيا صوفية، والتي أبدع في تصميمها المعماري سنان. أما جامع محمد باي، فيبدو أنه تأثر في أغلب نواحيه المعمارية وفي هيكله الخارجي بجامع ياني فاليدي .

خصائصه الفنية
امتاز هذا الجامع عن غيره إذن ببعض الخاصيات، أهمها اعتماد السقف المتكون من قباب متفاوتة الحجم، على أربع دعامات ضخمة. لذلك لا نجد في بيت الصلاة الأعمدة التي اعتدنا وجودها في كل المساجد التونسية، فلا تحتوي بيت الصلاة هذه على البلاطات والمسكبات المعهودة.




تبدو بيت الصلاة من الخارج على شكل هيكل مكعب تتدرج في فضائه المساحات الكروية الشكل، فتبدو القبة الوسطى مرفوعة على رقبته تتخللها ثماني نوافذ وتعلوها طاقية ذات شكل نصف كروي، في حين أن القبيبات الأقل ارتفاعاً لا تتخللها إلا أربع نوافذ، وتنتهي كلها برمانة من ثلاثة عناصر كروية يعلوها هلال.

أول ما يجلب نظر الداخل إلى بيت الصلاة الفاتحة على الأروقة الخارجية بتسعة أبواب، الدعامات الأربع الضخمة الحاملة للسقف والمتشابهة تقريباً . وتحتل الدعامات مكاناً ممتازاً في وسط القاعة الفسيحة الأرجاء، وتجمع بينهما عقود أربعة في شكل نصف دائرة تكون القاعدة المربعة التي تحمل القبة الوسطى الرئيسة. ويتم الانتقال من المربع إلى القسم الأوسط بواسطة عنصر المثلثات الكروية. أما بقية المساحة المسقوفة، فتحتوي على أربعة أنصاف قباب، تساند القبة الرئيسة من جهاتها الأربع، في حين أن قبيبات أربع أخرى تحتل زوايا القاعة. وتستند كل من أنصاف القباب والقبيبات إلى عقود معترضة تنطلق من الدعامات الوسطى لترتكز على العضادات المتكئة على الجدران

تتقدم بيت الصلاة أروقة تتمادى في الزاويتين الشرقية والغربية مكونة سلسلة متواصلة من البائكات المرفوعة عن طريق أعمدة مرمرية تعلوها تيجان من الطراز التركي المتأثر بالنوع الكورنتي الجديد  . ويتألف الرواق الجنوبي الغربي المساند لجدار القبلة من ثلاثة عقود، في حين أن الرواق الجنوبي الشرقي يتكون من أربعة عقود  . أما الواجهة الشمالية، فتعتبر أهم الواجهات الثلاث، إذ تشتمل على رواق متكون من بائكة ذات سبعة عقود. والملاحظ أن المناطق العليا لكل الأروقة قد كسيت بغشاء من حجارة الهوارية الصفراء اللون، بينما اختصت الزوايا بكسوة من حجارة الكذال الوردي اللون، والذي يعتبر الرخام المحلي، والمجلوب من منطقتين قريبتين من المدينة العتيقة، أولاها بضاحية حمام الأنف والثانية بالوطن القبلي وبالتحديد قريباً من القرية الأندلسية: سليمان.
أما المئذنة، فقد جرت العادة في مثل هذه الجوامع على أن تتحلى بمئذنة شديدة الارتفاع ومثمنة الأضلاع. غير أن هذا الجامع لم يساعده الحظ على استكمال الصومعة؛ إذ أن المنارة الحالية الموجودة في الركن الجنوبي الشرقي والمشرفة على سوق سيدي محرز لم تشيد خصيصاً للجامع الجديد، بل هي من توابع المسجد الصغير القديم المعروف بمسجد الفلاري . وهي صومعة مربعة الشكل صغيرة القاعدة لا تتناسق من حيث حجمها وشكلها مع نمط الجامع وفخامة الهيكل. والسبب في فقدان صومعة تتماشى والنمط المعماري الخاص بالجامع هو موت محمد باي قبل إتمام المئذنة. ثم تبعه أخوه رمضان باي الذي مات قبل اكتمال البناء، وقد امتنع الخلف من إتمام الصومعة تشاؤماً بمصير السلف

بالطبع، أثرى أقسام بيت الصلاة هي واجهة جدار القبلة، التي تتألف من قسمات أفقية وقسمات عمودية. أما القسمات الأفقية، فهي ثلاث: منطقة سفلى تحتوي على إطارات رخامية وألواح القشاني، ثم منطقة مغشاة بزخارف الجص المحفور والتي تدعى لدينا بـ »النقشة الحديدة«. وأخيراً ينتهي الجدار بقسم خال من الزخارف، وفوق ذلك نجد القباب وأنصاف القباب  تعلو بيت الصلاة والتي كانت خالية من كل زخارف على عكس ما هي عليه الآن

تتشكل الزخارف السفلية من عدة مجموعات عمودية يتوسطها المحراب المكسو تماماً بالمرمر المتعدد الألوان، والذي تحيط به من الجانبين نوافذ تعلوها كسوة من القشاني (أو مربعات الخزف)  المجلوب من مدينة أزنيك والمتميز بنصاعة ألوانه وأناقة الأشكال الزخرفية المستوحاة في أغلبها من العناصر النباتية الطبيعية، وهو الطراز الطاغي من حيث الاستعمال . وفي أطراف الجدار يتمادى النظام نفسه مع استعمال زخارف خزفية من الطراز الأندلسي المتمثلة في أطباق الفسيفساء التي تتخذ أشكالاً هندسية والتي تسيطر عليها الأطباق النجمية البسيطة التركيب

والجدير بالذكر أن مجموع الدعامات والعضادات قد رتبت فيها ألواح من المرمر والقشاني والنقشة حديدة حسب نظام مشابه للذي لاحظناه بخصوص جدار القبلة مع تداخل بعض العناصر المميزة. أما بقية جدران القاعة، فتتمادى في زخرفتها المواد نفسها ونسب الترتيب الأفقي، مع نظام خاص عمودي في المنطقة السفلى

من بين أهم عناصر بيت الصلاة المنبر المبني بالحجارة والمزوق بالمرمر مثلما هو حال بعض الجوامع الأخرى . أما تيجان الأعمدة، فجلها من النوع المسمى بـ»ـالتركي« (22 تاجاً على 25) وثلاثة من الطراز الحفصي. كما نلاحظ نوعاً ثالثاً يعرف بالأندلسي، وهو المستعمل في عمودي المحراب والمنبر


وفيما يتعلق بالنقش على الجص، فقد استعمل في هذا المعلم طراز أول، وهو من تأثير أندلسي يتسم باستعمال العناصر الهندسية المتمثلة خاصة في أطباق النجوم. أما الطراز الثاني، فهو من تأثير تركي، ويتمثل في ألواح يطغى عليها الشكل المنفرد  خاصة المزهريات والنجوم وكوز الصنوبر

 اسم المبنى:

جامع محمد باي المرادي، المعروف أيضاً باسم جامع سيدي محرز بسبب موقعه مقابل سوق سيدي محرز

أسماء أخرى للمبنى:

جامع سيدي محرز

الموقع/المدينة:

سوق سيدي محرز داخل مدينة تونس, تونس, المدينة, تونس

تاريخ المبنى:

من عام 1104 حتى عام 1110 هجري/1692- 1699 ميلادي

الفترة/الأسرة الحاكمة

الفترة المرادية

راعي المبنى:

محمد بن مراد باي الثاني.

التاريخ

سيبقى هذا العمل الذي شرع في بنائه محمد باي، وتابعه شقيقه رمضان باي، غير منته. وقد تأثر بالمساجد التركية السابقة، ويضم تصميمه مئذنة مثمنة الشكل في الزواية الشمالية الغربية من الصحن وتربتان عائليتان. لكن وفاة محمد باي واغتيال شقيقه والاضطرابات التي حصلت إبان حكم مراد الثالث حالت دون إنهاء هذا المشروع. فاقتصر الجامع على مئذنة مربعة تنتمي إلى جامع قديم استندت عليه الباحة الشرقية والتي جرى إلحاقها بالمجموع.

وصف الجامع:


يشكل جامع محمد باي المرادي المسجد الوحيد ذو القبة في تونس، مجسدا بذلك تأثيرا تركيا، يذكر بكنيسة القديسة صوفي وبجامع السلطان أحمد في اسطنبول وبمصنع السمك في الجزائر.
تطل قاعة الصلاة، ذات المخطط المربع الشكل والمحاطة من الجهات الثلاث بثلاثة أروقة، على ثلاثة صحون على شكل حرف U اللاتيني. تستند هذه الأروقة على أعمدة من الرخام تيجانها تركية الطراز، مزينة بأوراق الأقنثة على الجوانب وبحليات حلزونية الشكل على الزوايا. وفي الداخل، تدعِّمُ أربعُ دعامات كبيرة، يصل ضلعها إلى حوالي 1.50 متر، قبة صغيرة كروية فوق مثلثات ركنية، ترتفع عن الأرضية بحوالي تسع وعشرين متراً. تستند القبة إلى أسطوانتين حجريتين متوضعتين فوق بعضهما، الأولى دائرية ، والثانية مثمنة. وتدعم أربعة أنصاف قبب القبة المركزية، وتكمل السقف أربعة قبب أصغر واقعة في زوايا القاعة ومتوضعة على رقبتي قبة دائرية الشكل. ومن الخارج، يضم الجامع مجموعة من القبب المتدرجة المبيضة بالكلس والمطلة علىالمدينة.
كانت الزخرفة الداخلية في الأصل بسيطة، تتناوب فيها بعض اللوحات المأطورة من خزفيات إزنيق مع عناصر زخرفية فريدة من الجبس المنحوت. وقد جرت بعض الأعمال لتكسية الجدران المصنوعة من الرخام الأخضر، وجرى وضع غطاء كامل للقبب الصغيرة من الجبس المنقوش حسب الطراز المغربي. ورغم ذلك، فقد حافظ المحراب والمنبر على زخرفتهما الأصيلة. فالأول مشكل من فقرات ثنائية اللون، وهو مغطى بلوحات مربعة من خزفيات إزنيق، أما المنبر فقد لبس بالرخام المتعدد الألوان، وتعلوه نقيشة كتابية على القوس تحمل تاريخ 1116 هجري/ 17044 ميلادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.