القضايا المطروحة في قصة البؤساء
عالج هيغو في روايته،
البؤس، في شكل يمثل أصدق معاني التناول في الكتابة، منطلقا من أسس تحليله النفسي في
مجالات الحب والمجتمع والسياسة والاقتصاد، وإبراز رأفة العناية الإلهية بالبشر، وتفنيد
تفاعلات الثورة الفرنسية الكبرى، ومصير نابليون بونابرت في معركة واترلو، وصراع الضمير
الحي بين الخير والشر، وتغليب الفضيلة على الرذيلة، والحق على الباطل، والعدل على الظلم.
التحليل النفسي
بالغوص مع ( جان فالجان ) الذي يعتبر هو النفس البشرية التي
تذنب و لكنها تحرق هذا الذنب
بكافة الوسائل و توبيخ النفس الإيجابي الذي أظهرته هذه الشخصية
الفذة ، كما إن الرواية
تشير بشكل أو بآخر بقداسة الأم و الأب مهما كان الأمر و
قدسية الحنان الذي أودع فيهما من الله العلي الأعلى
في
مجال السياسة
البحث و التاريخ الفرنسي الملكي و الجمهوري و تشعر بأنك
الآن هناك و في قلب الحدث و بدون مجاملات تنظر بعين ( فيكتور هوغو ) لا بعينك أنت و
لكنك تصدق ما تراه و تشعر بالمؤامرات تحاك في السراديب و تسمع الهمس الذي يدور في الدهاليز
فليس الطريق الأفضل هو أن تختبئ في لحظة أخرى من لحظات السياسة تشاهد الجريمة الكبرى في القتال من أجل الحرية
! و تشاهد القتلى يتساقطون و
البؤساء يُفنَون ! ، و لكن و قبل كل هذه الفوضى تشاهد طفلة
صغيرة تعيش في فندق لا تعرف
صاحبه إلا بأنه شخص غشاش لا يحبها و زوجة لهذا الشخص لديها
كمية من الحقد على طفلة
تكفي لإخماد قوى عظمى فما حال طفلة .. و هي حقاً مجرد طفلة
.
في مجال الاجتماعي والاقتصادي
سيعطيك الجحيم الأبدي و عذاب
الضمير ، قساوة القلب تواجدت في هذه الرواية
عند الفقراء و عند الأغنياء
و عند الأذكياء و الأغبياء و التقلب الإنساني الذي يدخلك حقاً في
جسد إنسان ما لا تعرفه تعيشه
في ثواني كثيرة من حياتك لتكتشف و حقن البكاء و الكدح
و العمل الشريف / الفاسد و /البلادة
الحب
الرومانسية فحالة البؤس
الرومانسية و في لحظة ما إحتجت
إلى عشق مجهول
بمشاهدة طفل يسرق ولا يخاف و
يعيش حياة الكبار بدون أي تكلف و يعشق الغرور فوجدته و
أيضا المخادع الغدّار الكاذب
.. و الرقيق الحنون ذو القلب الكبير المخلص صاحب الإنجازات
المجهول ، و في نهاية الأمر
.. الموت !
الاستنتاج
وتحتوي
الرواية على عناصر متناقضة ومتوازية: الأسقف والشرطي، سجن الإشغال الشاقة والدير، معركة
واترلو والمتاريس، إنقاذ كوزيت وتخليص ماريوس تحت الأرض.
وإذا
لم تكن رواية البؤساء قصة شعبية، بالمعنى السائد، في القرن التاسع عشر، فإلى أي مدى
يمكننا اعتبارها رواية اجتماعية اشتراكية، كما قال عنها هيغو نفسه؟ وعلى هذا الاساس،
نستطيع أن نتبين أنه استطاع هيغو تحديد غاية قصته ليصوغها كملحمة سامية، هي ملحمة إيقاظ
الضمير. وذلك ما يعيدنا حتماً، إلى حكاية وممارسات البطل الرئيسي فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق