الرئيسية التواصل والأنظمة الرمزية

التواصل والأنظمة الرمزية


التواصل والأنظمة  الرمزية
المقدمة : بناء المشكل إذا اعتبرنا الإنسان كائنا رامزا٬ بمَ نفسّر تعدّد الأنظمة الرمزية؟ هل يُرَدُّ ذلك إلى تعدّد ملكات الإنسان المساهمة في إبداع الرموز؟ أم إلى عوامل تاريخية ؟ هل يحملنا واقع تمايزها على المفاضلة بينها؟ ألا يجدر بنا تجاوز ادّعاء تفاضلها لنؤكّد تقاطعها في تحقيق مطلب التواصل؟I . الرمز: دلالته وتعدّد أنظمته الرمز : تمثيل حسّي لمعنى ذهني باعتماد علاقة مماثلة أو إيحاء بينهما تمكـّن الفكر من تأويل الشكل الحسّي و فهمه من أجل تمثـّل المعنى Symbole متأتية من الإغريقية و تتضمن معنى الجمع و الربط بين أمرين علامة تعارف تتكون من نصفين عندما نجمعهما يكونان بمثابة كلمة السرّ. معجم المصطلح التقني و النقدي للفلسفة  تشير الكلمة في التقليد الإغريقي إلى شيء مثل آنية أو ميدالية يقسم إلى نصفين بين شخصين٬ ضيف و مضيف أو دائن و مدين و بجمع النصفين يكتمل الشكل ليدل به كل منهما على هويته و يثبت طبيعة صلته بالآخر فهو تذكار ضيافة و تعارف و اعتراف بالجميل وتوثيق صلة الرمز في الأصل يحيل إلى التوجه إلى الآخر و التواصل بين الإنسان والإنسان من خلال ربط شكلين منشطرين بمعنى يوحدهما ”ما دام الإنسان قد خرج من العالم المادي الصرف فإنه يعيش في عالم رمزي و ما اللغة و الأسطورة و الفن و الدين إلا أجزاء من هذا العالم فهذه هي الخيوط المتنوعة التي تحاك منها الشبكة الرمزية أعني النسيج المعقد للتجارب الإنسانية“ محاولة في الإنسان كاسيرر يتميز الإنسان بملكة الترميز أو الوظيفة الرمزية الرمز انفتاح على الغير قصد التواصل من خلال أنظمة متنوعة الوظيفة الرمزية متعددة من جهة إنتاجاتها و تجلياتها يشكل كل تعبير رمزي نظاما قائما بذاته و متفاعلا مع سائر الأنظمة الأخرى بأي معنى نفهم هذا التعدد؟ هل يعني تفاضلا بينها يؤكد قيمة أحدها و إقصاء البقية؟ أم هو تمايز يؤكد تنوعها وثراء عالم الإنسان ؟ II تمايز الأنظمة الرمزية أوجهه و حدوده. نظام اللغة “اللغة نسق من العلامات“ دي سوسير اللغة منظومة من العلامات علاقة الدال بالمدلول فيها اعتباطية ناتجة عن اصطلاح مجموعة لسانية “إن اللغة تؤسس هذه التحويلات للتسمية المصطلح عليها بالمجاز و التي هي عامل بالغ القوة في الإثراء المفهومي إنها ترتب القضايا في مجال الاستدلال فتصبح أداة الفكر المنطقي“ مسائل في الألسنية العامة بنفنيست تعبر اللغة عن مجالات التجربة الإنسانية في العالم: التواصل اليومي: المنفعة في الفن : قيمة الجمال في العلم : معرفة الحقيقة ”إن ملكة الترميز تبلغ عند الإنسان أقصى تحققها في اللغة التي هي التعبير الرمزي بامتياز ...ما من قوة تستطيع أبدا أن تضاهي (اللغة) تلك التي تفعل الكثير بالقليل“ مسائل في الألسنية العامة بنفنيست تتميز اللغة بخاصية التمفصل مما يضفي عليها ميزة المرونة والاقتصاد في المجهود يقتصر التواصل اللغوي غالبا على أفراد لسان مجتمع معين 2. نظام المقدس “الإنسان الديني يؤمن دائما بأن حقيقة مطلقة موجودة دائما و أعني بها المقدس الذي يخترق هذا العالم و يتجلـّى فيه في نفس الوقت“ المقدس و الدنيوي إلياد يتضمن الدين معتقدات ترتبط بعلاقة الإنسان بالمقدس هناك تواصل في الدين عموديا بين المؤمن و المقدس أو أفقيا بين المؤمنين من خلال المقدس النص الديني لغة الطقوس الدينية تعابير جسدية المكان و الزمان و ظواهر الطبيعة تجليات للمقدس في العالم ”الأسطورة نسق من التواصل...يمكن أن يتشكل في خطاب مكتوب لكن أيضا في صورة فوتوغرافية و في السينما وفي التحقيقات الإعلامية و في الرياضة و في الإشهار. كل ذلك يصلح أن يكون حاملا للقول الأسطوري“ بارط الكتاب المدرسي نلاحظ تنوع أدوات الرمز الديني يحقق الرمز الديني وظيفة تماسك مجتمع معين. نظام الصورة الصورة : ظهور ما هو بصري أو مرئي في العالم حاملا لمعنى تنوع تقنيات و أدوات الصورة عبر التاريخ : الأيقونة الدينية اللوحة في الرسم السينما و التلفاز الحاسوب تتنوع مضامين الصورة بحسب مجالات ظهورها: • المضمون القدسي في الإيقونة الدينية • المضمون الجمالي في الفن • المضمون النفعي في الصورة الإشهارية “إن الصورة غالبا ما تكون أكثر قابلية للتصديق“ دي براي حياة الصورة و موتها الصورة في مجتمع الفرجة أو المشهد أضحت قادرة على تقليص المسافات و تجاوز الاختلافات الثقافية الصورة أكثر قدرة على الإيصال من اللغة و الدين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.