إتقان العمل
يتمثل إتقان العمل بآداء العمل المُكلّف به،
وإحسان قيامه، ويتطلب ذلك إخلاصه لله تعالى، ويكون الإخلاص من خلال القيام به على
أتم وجه، واحتسابه لوجه الله تعالى، وعدم طلب الثناء أو المدح من وراء ذلك العمل،
حيث ورد في الحديث النبوي: (( إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُحِبُّ إذا عمِل أحَدُكم
عمَلًا أنْ يُتقِنَه)) ويُعتبر إتقان العمل ركن من أركان النجاح،
يُعدُّ إتقان العمل صفة إسلاميّة بحتة، وتشمل الإتقان في كل عمل
تعبديّ، أو حياتيّ، أو سلوكيّ.
لا شك في أنَّ هناك أمور عديدة تُعين على إتقان
العمل، ولعل أهمها هي استشعار مراقبة الله تعالى لعباده، وبالتالي يرتبط إتقان
العمل بالإخلاص، فالإخلاص سر من أسرار الإتقان، ويُمكن القول أنَّ الإنسان الذي لا
يُتقن عمله إلّا في حالات وجود مسؤول العمل فإنَّ ضميره يكون ميتاً، وإخلاصه
مدفوناً.
أهمية إتقان العمل تنبع أهمية إتقان العمل من كونه يُعبر عن
الفرد، والمجتمع، والبلد، فعندما يقوم الأشخاص بتأدية أعمالهم على أتم وجه فإنَّ
المجتمع سيرتقي، ويتطور، ويصلح حال البلاد، والإصلاح لا يكون إلّا من خلال البدء
به من قبل كل شخص، ويُضاف إلى أهمية الإتقان أنَّه يُبعد التكاسل، والتخاذل،
والفشل، ويُساعد على النشاط، والبناء، والتطور، وتحقيق الأهداف المرجوّة،كما
يُعدُّ الإتقان المعيار الذي يُميّز المجتهد عن المُقصّر.
إتقان العمل من منظور إسلاميّ تحثُّ الشريعة الإسلاميّة على
ضرورة التميز والإتقان في العمل، وأمرت بالابتعاد عن التقصير والإهمال، فالأعمال
معروضة على الله سبحانه وتعالى، ويجب الانتباه إلى عدم ادخال عمل آخر إلى العمل
الحالي قبل إنجازه، فتعارض الأعمال وازدواجها تؤول إلى الفشل، والتعب، والخسارة،
وحقيقة القول أنَّ العمل بدون إتقان لا ينفع صاحبه، ولا يُمكن الاستفادة منه، كما
أنَّه مردود على صاحبه، ولذلك إتقان عمل واحد والتميز به أفضل من القيام بمجموعة
من الأعمال الظاهرة أمام الجميع، والتي تُصنف الفرد في عداد الفاشلين.
من صور إتقان العمل لا يقتصر الإتقان على عمل مُعين، وإنّما
تتعدد صور الإتقان، وهي كالآتي: إتقان الوضوء.
إتقان الصلاة.
إتقان الصيام.
إتقان الزكاة.
إتقان الحج.
إتقان تربية
الأبناء. إتقان قراءة القرآن. إتقان التعليم. إتقان الأعمال الدنيويّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق