آداب الاتصال الهاتفي
من نعم الله تعالى علينا في هذا الزمان تسخير الهاتف الجوال ، الذي يقضي
به الإنسان حاجاته بأقرب طريق وأيسر كلفة، فيوفر عليه الوقت والجهد والمال، وشأن النعم
أن تشكر ولا تكفر، ومن الشكر ألا تستعمل فيما يغضب الله تعالى، وأن تراعى فيها أحكامه، و من هنا سنبين الأحكام والآداب
الشرعية التي ينبغي للإنسان أن يراعيها حتى يكون من الشاكرين لنعمة الهاتف الجوال.
لا تقل آداب الهاتف عن آداب دخول البيت بل تزداد أهميه آداب الهاتف لأن
الرؤية العينية لمن تحدثه تكون مقرونة بالحياء بينما يقل ذلك عن طريق الهاتف ولذلك
فهذه بعض الآداب و التوجيهات الإسلامية
من كتاب "منهاج الصالحين" للشيخ محمد عبد العاطى بحيرى باختصار لمن
يستعمل هذا الجهاز :
من الأدب~أن تتأكد من صحة الرقم الذي تطلبه
لماذا؟ لكي لا تقع في خطأ،فتوقظ نائما
أو تزعج مريضا أو تقلق آمنا أو تروع مطمئنا. قال رسول الله " لا يحل لرجل أن يروع مسلما". ولكي يحصل هذا لا بد من توافر
أمرين
1.
أن يكون الرقم مكتوبا أمامك و تراه،أو تكون متأكدا منه في ذهنك
2.
لا تضع إصبعك على الرقم إلا و تتبعه بصرك، فإن حدث خطأ فتلطف في
الإعتذار و تأسف على هذا الخطأ.
و اختيار الوقت المناسب
فلا ينبغي الاتصال في أوقات الصلاة و
أوقات النوم المعتادة كالقيلولة أو وقت إفطار الصائم حتى لا يقلقهم أو يؤذي
مشاعرهم او يفسد نومهم او يقطعهم عن الطعام او عملهم او حاجتهم فيحصل من وراء ذلك
الإيذاء النفسي، و إيذاء الغير نهى عنه رسول الله فقال في بعض أحاديثه "لا
تؤذوا المسلمين" فيتجنب الاتصال في الأوقات الغير المناسبة إلا لضرورة من
الضرورات، و الضرورة تبيح المحظورة
أن يلتزم الاعتدال في رنات الاتصال
حتى يغلب على ظن المتصل أن المتصل
عليه سمع الهاتف او المحمول لأن التطويل في الرنات تكون سببا في إزعاج الآخرين و
ترويعهم...
وليس الحد هنا بثلاث رنات مثل دقات الباب ولكن يرجى الحذر من المبالغة
لعدم إبداء المهاتف ومن حوله ومن
الأب: أن يبدأ بالسلام و ينهى مكالمته بالسلام
المتصل هو القادم فإذا رفعت سماعة الهاتف فبادر بالتحية الإسلامية
" السلام عليكم " فهي شعار الإسلام وليس كلمة" ألو" بالرغم أني
تعودت عليها لكن أحاول أبطلها وإذا أجابك صاحب الهاتف وقال: من المتكلم فلا تقل أنا
أنا ولكن قل " فلان الفلاني"وإذا انتهى من المهاتفة يختمها كذلك بالسلام
أن يختصر في المكالمة
ومقياسها لكل مقام مقال ولكل مقام مقدار فاحذر الثرثرة والإملال والإثقال.
عدم الثرثرة وليكن الاتصال هادفا
خفض الصوت
إلزم الأدب العام في المحادثة والكلام " خفض الصوت " فليكن صوتك
في الهاتف منخفضاً مسموعاً لا مزعجاً ولا مُخافتاً.
و من الأدب: أن تذكر اسمك مباشرة لمحدثك
ثم تطلب من تريد بعد ذلك،تجنب الجواب بما فيه تورية مثل قولك ـ أنا او
انا صديقك،او انا جارك...فعن جابر قال استأذنت على النبي فقال"من؟فقلت أنا، فقال النبي أنا أنا" كأنه كرهه.
ومن الأدب: إغلاق المحمول عند دخولك المسجد
لأن الرنات التي تنطلق منه،خاصة إذا كان موسيقى تشوش على المصلين و تذهب
خشوعهم و طمأنينتهم في صلاتهم، كما أنها تضيع هيبة المسجد و تزيل منه السكينة،و هذا
كله يلهي المصلي و يشغله عن صدق التوجه إلى ربه بقلبه و بدنه...قال "....و عليكم باسكينة
الهاتف
إذا كان أحد المهاتفين امرأة فلتحذر الخضوع بالقول والاسترسال في الكلام
مع الرجال الأجانب عنها .
استعمال هاتف غيرك:
اجتهد ما استطعت في ترك الاستعمال لهاتف غيرك فإن ألجأتك الحاجة فاحذر
من استعمال هاتفه إلا بعد التلطف باستئذانه " يعني لا تحرجوش "
المهاتفة المؤذية:
أذية المسلم حرام وتخوُّنه حرام وهتك حرماته حرام
1 – الخيانة المضاعفة:
لا يجوز للمسلم أن يسجل كلام المتكلم دون إذنه وعلمه مهما يكن نوع الكلام
فإذا سجلت مكالمته دون علمه وإذنه فهذا مكر وخديعة وخيانة للأمانة وإن نشرت هذه المكالمة
للآخرين فهي زيادة في التخون وهتك للأمانة وإن تصرفت في نص المكالمة بتقطيع وتقديم
وتأخير ونحو ذلك فالآن ترتدي الخيانة المضاعفة
2 – التنصت: بعض الناس يستخدم أجهزة التنصت
" الراديو مثلاً" في التنصت على مكالمات الغير سواءً كان يعرفهم أو لا فقد
قال عليه الصلاة والسلام " من استمع إلى حديث قوم له كارهون صب في أذنيه الآنك
يوم القيامة"
3 – المعاكسة: ومن الناس من يتصل على البيوت مستغلاً
غيبة الراعي ليتخذها فرصة .
الهاتف الرطب:
وهو الذي تصل فيه الرحم ولا سيما من قطعك وتسقي به شجرة الإخاء بينك وبين
من شاء الله من تعرفه من المسلمين في التهاني الشرعية والبشارة بالخير والسلام على
المريض قال عليه الصلاة والسلام " بُلّوا أرحامكم ولو بالسلام".
توجيه الأطفال إلى معرفة الرد على من يتصل
فيعلم الطفل كيف يرد على الهاتف ، أو يمنع منه منعا باتا،و يكون الهاتف
بعيدا عن متناوله...لماذا؟ لأنه أحيانا يتصل لك إنسان لأمر هام و ضروري جدا،لا يحتمل
التأخير،فيرفع الطفل السماعة و تحاول معه أن يعطيك كبيرا كأبيه أو أخيه الأكبر، فلا
تستطيع، و أهل المنزل في غفلة عن طفلهم و عن هاتفهم... فينبغي أن يؤدب الطفل و يتعلم
كيف يكون الرد،أو يمنعه منه منعا نهائيا و يحذر منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق